قرأت مرة عن الأحتلال الأنقليزي لمصر
في مصر كان الناس يتعاملون في معاملاتهم المالية اليومية بقطع من ذهب وفضة
اي وهذا ماكان الأنقليز يريدونه
فأخذو بطرقهم المعروفة كل القطع النقدية التي من ذهب وفضه واستبدلوها لهم بورق نقدي
يساوي او يكافئ قيمة الذهب في السوق ولكن لا يساوي شيئا امام القيمة الحقيقية للعملات المعدنية
ولكن الدولة المصرية كانت في حالت ضعف في وقتها وهي الطرف المغلوب فلا يمكنها رفض ذلك او مقاومتة
...
اليوم وبعد قرن من الزمان تقريباً لم يرجع شيء من الذهب لمصر
اي بمعنى انهم سرقوا الذهب المصري
وهذا ليس شيء غريب على الأمبراطورية العظيمة عموماً .
.
كان هذا مثال على مقدرتهم على اعطاء قيمة لشيء لا يستحقها
كما اعطو للورق قيمة الذهب والفضة في الوقت الذي لا يساوي الورق الا سعر الحبر الذي عليه
.
بنفس المبدأ والطريقة منذ ثلاثون عام او قبل ذلك بقليل
بعد ان كان المجتمع يلتف حول العلماء و حاملين كتاب الله
ابدلوا هذة القيمة بالفنانين الذي اجبرنا على مشاهدتهم على القناوات المحدودة
واصبح الجيل الذي عاصر هذة الفترة لا يعرف القيمة الحقيقية للأنسان الا عن طريق الفن
مع كامل الأحترام للفن الهادف في اطار معين
ولكن سرقت الأضواء من العلماء والكتاب و الناس ذو القيمة الحقيقية
ومع مرور السنين اصبح هناك برامج تمتهن اسفزاز العرائز البشرية وهذة صناعة كلنا زبائنها
...
استمر الأنحدار للأسفل حتا اصبحنا في عالم التواصل الإجتماعي
وله مراحل تطور كذلك
ولكن المرحلة التي وصلنا لها هي ان يكون المشهور الذي له مشاهدات عالية في المنصات
اهم واكثر شهرة من رئيس البلاد احيانا
والغريب عندما تسأل عن ماهية العمل لهذا الشخص
تكون الأجابة انه مشهور وله مشاهدات
وكأن هذا الشي هو الفعل لا رد الفعل الذي تحصل علية من القيمة التي تقدمها
ويعامل بطريقة ملكية غالبا في اغلب المحافل
واصبح الجيل المعاصر لهذا الأنحدار يفتقر للمعنى للقيمة الحقيقية للشيء
اي انك لا تحتاج ان تكون موهوب او متعلم متخصص او ذو خصلة نادرة في تكوينك
بل فقط عليك ان تتعبع الخوارزميات و"التريندات" فقط لا اكثر
...
اخيراً لأنني اطلت و اغلبنا لم يعتاد على اي محتوى طويل حتا وان كان مرئياً لا مكتوباً كهذا
اردت القول اننا نحن من نصنع الرويبضة والطاغية والديكتاتور
ونحن من نصنع المجد والأزدهار
علينا فقط ان نختار اي منهما نريد .