Wednesday, March 6, 2024

الزيف


قرأت مرة عن الأحتلال الأنقليزي لمصر 

في مصر كان الناس يتعاملون في معاملاتهم المالية اليومية بقطع من ذهب وفضة 

اي وهذا ماكان الأنقليز يريدونه 

فأخذو بطرقهم المعروفة كل القطع النقدية التي من ذهب وفضه واستبدلوها لهم بورق نقدي 

يساوي او يكافئ قيمة الذهب في السوق ولكن لا يساوي شيئا امام القيمة الحقيقية للعملات المعدنية 

ولكن الدولة المصرية كانت في حالت ضعف في وقتها وهي الطرف المغلوب فلا يمكنها رفض ذلك او مقاومتة

...

اليوم وبعد قرن من الزمان تقريباً لم يرجع شيء من الذهب لمصر 

اي بمعنى انهم سرقوا الذهب المصري 

وهذا ليس شيء غريب على الأمبراطورية العظيمة عموماً .

.

كان هذا مثال على مقدرتهم على اعطاء قيمة لشيء لا يستحقها 

كما اعطو للورق قيمة الذهب والفضة في الوقت الذي لا يساوي الورق الا سعر الحبر الذي عليه 

.

بنفس المبدأ والطريقة منذ ثلاثون عام او قبل ذلك بقليل 

بعد ان كان المجتمع يلتف حول العلماء و حاملين كتاب الله 

ابدلوا هذة القيمة بالفنانين الذي اجبرنا على مشاهدتهم على القناوات المحدودة 

واصبح الجيل الذي عاصر هذة الفترة لا يعرف القيمة الحقيقية للأنسان الا عن طريق الفن 

مع كامل الأحترام للفن الهادف في اطار معين 

ولكن سرقت الأضواء من العلماء والكتاب و الناس ذو القيمة الحقيقية 

ومع مرور السنين اصبح هناك برامج تمتهن اسفزاز العرائز البشرية وهذة صناعة كلنا زبائنها 

 ...

استمر الأنحدار للأسفل حتا اصبحنا في عالم التواصل الإجتماعي 

وله مراحل تطور كذلك 

ولكن المرحلة التي وصلنا لها هي ان يكون المشهور الذي له مشاهدات عالية في المنصات 

اهم واكثر شهرة من رئيس البلاد احيانا 

والغريب عندما تسأل عن ماهية العمل لهذا الشخص 

تكون الأجابة انه مشهور وله مشاهدات 

وكأن هذا الشي هو الفعل لا رد الفعل الذي تحصل علية من القيمة التي تقدمها

ويعامل بطريقة ملكية غالبا في اغلب المحافل 

واصبح الجيل المعاصر لهذا الأنحدار يفتقر للمعنى للقيمة الحقيقية للشيء

اي انك لا تحتاج ان تكون موهوب او متعلم متخصص او ذو خصلة نادرة في تكوينك 

بل فقط عليك ان تتعبع الخوارزميات و"التريندات" فقط لا اكثر 

...

اخيراً لأنني اطلت و اغلبنا لم يعتاد على اي محتوى طويل حتا وان كان مرئياً لا مكتوباً كهذا 

اردت القول اننا نحن من نصنع الرويبضة والطاغية والديكتاتور 

ونحن من نصنع المجد والأزدهار 

علينا فقط ان نختار اي منهما نريد .

 

  قد يبدو هذا سطحياً او عنصرياً ولكنها الحقيقة بالنسبة لي  في العادة مايثبته البشر عن انفسهم خلال حديثهم هو العكس في الحقيقة وذلم ناتج عن ال...