انا اسف ... هذا المقال طويل ... طويل جداَ
إن كنت من مدمني المحتوى القصير المختصر فهذا لن يعجبك
وإن لم تقرأه كاملاً فلا تقرأه ابداً
في العاده انا ابتعد عن الأخبار , منذ سنوات عديدة لم اجلس امام التلفاز
وجود الأنترنت في حياتي كان من اكبر النعم التي ابعدتني عن التشوه الفكري
الأيام الماضية نشبت حرب في طرابلس نعم وهذا ليس غريباَ
فهذه المدينة اعتادت على المناوشات المسلحة في اخر عشر سنوات
ولكنني كنت في عزلة عن كل ذلك
كنت اطلب من المقربين مني إن سمعوا انه هناك خطراَ في مكان ما ان يبلغونني ان لا اذهب اليه وفقط
ولا يعلمونني لماذا
لا احتاج ان اعرف
لا اريد ان اعرف من قتل من !
لا اريد ان ارى دماء
مناظر الحروب مؤذية , تمرضني حرفياَ
ولكن ...
اليوم قمت بجوله في حسابي في التيك توك ورأيت ما يحدث
قد امسح التطبيق الليلة ...
رأيت دماً وقتلى و شباب لا يعي ولا يعرف ما الذي يقاتل من اجله
الآن انا سأسألك سؤال .. انت الذي تقرأ الآن ... ان وصلت لهذا السطر في المقال الطويل
ما السبب وراء الحرب ؟
لن اقول انه حرام فهذة معلومة ضمنيه
اريد ان اقول هل يوجد سبب لموت شاب في العشرين من عمرة او ادنى ؟
من اجل ماذا ؟؟؟ و هذا ليس سؤال تعجبي .
هذا تساؤل حقيقي !
حاولت ان افهم سبب التقاتل ولكنني لم اعرف , لا يوجد سبب اصلا وانا هنا لا استنكر التبريرات لهذه الحرب .
كيف اصبحنا هكذا؟
هل هذا هو الشعب الذي يسب قياداته في كل حديث جانبي .
سأقول لك سراً ... انا اتجنب الدخول في محادثات مع اشخاص لا اعرفهم جيداً
وامر كهذا صعب جداً وكأنني اعذب عندما يحدث
ليس لأنني ليس اجتماعياً او انني لا احب البشر
ولكن البشر تغيروا واصبح لهم قناعات و وجهات نضر غريبة
كيف سأتحدث مع شخص يترحم على موت القذافي كرد فعل على ما يحدث اليوم
كيف سأتحدث مع شخص يبرر القتال لطرف ضد طرف آخر
ما يحدث في ليبيا تماماً مثل جريمة قابيل في اخيه , الفرق ان الأخوين قابيل
وهابيل مختبئ
لا يريد ان يضهر في مشهد القتل
لا يريد ان يجرٌم اخيه
لا يريد حتا ان يستنكر
كم انت جبان يا هابيل .
هابيل هو انت وقد اكون انا و اي شخص يستنكر كل هذا القتل ولكن لا يتحدث
قد يكون خائفاً ومن حقه وله مبرره
وقد يكون لا يهتم ... وهنا هو يرتكب جريمة كجريمة الشيطان الأخرس
.
سأطرح عليك نضرية
قد تفهمها بما انك وصلت لهذا السطر
النضرية تقترح سبب الذي يحدث
لا لا
ليس سبب القتل
بل سبب الغشاشة عن الحقيقة
سبب لهذا العمق في المستنقع ليس سبب وجودنا في المستنقع
وتتهم النضرية الجهل والتتفيه وسطحية الأمور عند الناس
كتبت في مقال سابق عن التتفيه وها انا ارجع له مرة اخرى
لما القتل والدمار اصبح شيء هين لدينا
القاتل والمقتول والأرض التي يتقاتلون عليها والمقدرات التي يتقاتلون من اجلها واحد
كلها واحد
مقدار التفاهه التي وصلها الناس كبير
.
حسناً سأنهي هذا المقال
وفي ختامه الذي لا اضن انه سيُقرأ
اود ان اقول
انه يوجد بيننا من هم بعقل اكبر ... من هم بعقل اصلاً
يرفضون الحرب والدمار ولا يرون هذه الأمور هينة
يوجد بيننا من يمكنه السير في هذة البلد بسلام بل ويسير بها لبر الأمان
إنما فقط ما يمنعهم هو خوفهم
نعم خوفهم , من ان تتلطخ ايديهم إن دخلت جحر اللحضة والآن .
للأجيال القادمة ... إن قرأ احدكم هذا المقال
يجب ان تعلم انه ليس كل الشعب بهذا الشكل
وان الذين تعلوا اصواتهم الآن هم اقل نسبة من الأغلبية
وانهم لا يستحقون ان يتكلمون عوضاً عن ان تعلوا اصواتهم
....
ما بالي اتحدث مع جيل إن اتى اصلاً فلن يتمكن من القراءة اصلاً
يكفيني كتابة ...
فإن لم اجن من الصمت سأجن من الحديث
وإن لم اجن من عزلة نفسي عن الواقع
سأجن من العكس
وهذا اصعب شيء ... لا وجود للوسط هنا
وقد اكون جننت اصلاً وكل الذين انتقدتهم عاقلون
لا اعلم ...
حقيقتاً لا اعلم ما العمل .