السبب من سرد هذه القصة هو ابقائها في الذاكرة ومشاركتها مع من سيقرأها لما فيها من معانِ جميله
....
في يوم كنت انا ومجموعة من الأصدقاء في الجبل بعد زيارتنا لواد يسمى "كاف الشيخ" وهو مكان بعيد لا يمكن الوصول اليه الا بالمشي لفتره
وبعد عودتنا متسلقين جبلاً طويلا جدا متعبين وقد قررنا ان نستريح وان نشعل نار ونشرب الشاي من على الحطب
وقد كان الجو هادئا , ولكن كعادته صديقي لا يستريح الا بمضايقتي :) فأخذ مني شيئا لا اذكره وهرب وهممت ان اركض ورائه
ولكن لسوء حظي كنت متعبا ولم أتمكن من امساكه ولزيادة سوء الحظ التو كاحلي وانا اجري .....
شعرت بألم في وقتها ولكن سرعان ما انشغلت عنه
ورجعنا مشيا لمسافة طويله للمنزل وكان كل شيء يبدو على ما يرام
بمجرد ان جلست وبدأت ارتاح من رحلة المشي الطويلة شعرت بألم في كاحلي ولكن لم اهتم كثيرا حتا قررت الوقوف
وعندما وقفت شعرت بألم شديد جدا في كاحل وحرارة تصدر منها وكأنها تغلي وكان الوقت قد تجاوز الثانية صباحا
بمجرد مرور ساعة تقريبا اصبح الألم لا يطاق
كان من الشباب من يتسلى ومنهم من يجهز الأكل وكنت لا افكر في شيئا الا في ذلك الألم
عندما عرف الأصدقاء انه يوجد شيء غير طبيعي بدأوا في السؤال عن سبب الألم ... وعندما اخبرتهم احضر احدهم زيت الزيتون ودهنها ثم ضمدها بقطعة قماش وكان ذلك اليماً جدا
ولم اشعر بأي تحسن .
اقترب احد الأصدقاء الآخرين وهو من اقربهم لي وقال : ان كان الأمر يستحق فلنذهب لأي مستشفى او عيادة
نظرت له وانا افكر في نفسي .... الساعة الثالثه والنصف صباحا لا يمكن ان يكون جادا في كلامه
ولكنه عندما رأى الأمر يتأزم وانني متشنج لا يمكنني التحرك بسبب الألم اصر ان يأخذني ليبحث عن أي مساعدة
وذهب معنا اثنان من الأصدقاء ونحن لا نعرف حتا اين نتجه ولكن بحثنا عن أماكن الرعاية الصحية في تطبيق الخرائط
وكان اقرب مستوصف لنا في منطقة اسمها "ام جرسان" ويبعد عنا المستوصف بحوالي اثنى عشر كيلو مترا
انطلقنا وكنا نتبع الطريق الملون فالخريطة وكانت التغطية تغيب عنا عندما ندخل في وادِ وكانت الأوديه كثيرة فكنا ندخل طريق ثم نتأكد من الخريطه ونرجع ونصحح مسارنا وكان صديقي المقرب يقود السياره قلقا بعض الشيء
وعندما سألته ما يقلقك اخبرني انه يوجد شيء فالسياره وانه قلق من ان تعطل بنا
وهنا انتشر القلق بيننا نحن الأربعة
وكان الوقت بطيء جدا
وانا لا يمكنني التفكير الا فالألم وانه كل ما تتحرك السيارة حركه مفاجأة وتهتز قدمي و يزداد الألم
ثم وصلنا أخيراً
وكان باب المستوصف مقفلاً ولكن الأضواء مفتوحه في الداخل ويوجد سيارتان داخل السور حول المستوصف
فأطفأ صديقي السيارة ونزل لينادي .. قد يجد احدهم في الداخل
ولكن لم يجب احد كانوا نائمين ام انهم لا يريدون الخروج لما قد يعرضهم للخطر
وعندما قررنا الرحيل لم نتمكن ان تشغيل السيارة
نحن الآن في منتصف مكان لا نعرفه وسيارتنا لا تعمل ولا يوجد تغطية للأتصال بأي احد
.....
بعد ان تفحصنا السيارة على امل ان نتمكن من تشغيلها ... فالحقيقة هم من تفحصوها لقد كنت في مكاني في الكرسي الأمامي امسك قدمي وافكر في الألم
ولكن بعد بضع دقائق سمعنا صوت من داخل السور وكان الغفير او المسؤول عن امن المكان
وقد فهم ما مشكلتنا واعتقد هذا هو سبب خروجه فالأساس
نضر الينا لوهله ثم عرض ان يخرج سيارته من داخل السور لكي نحاول تشغيل سيارتنا بتوصيل الكوابل بين السيارتين
وتعذر منا انه لا يوجد احد من الكادر الطبي في المستوصف
ومن حسن حضنا انه بعد كم محاولة اشتغلت السيارة
وقرر صديقي اخذي لمستشفى في مدينة مجاوره "يفرن" وكان قراره بعد ان تحركنا بالسياره مسافه وقد كانت الخريطه تبين ان المستشفى ليس ببعيد
وهي حقيقتا لم تكن بعيده ولكن ماحدث معنا في الطريق جعلها طويلة جدا
يقود صديقي بيد واحده وفي يده الثانية جهازه ينضر للطريق وللخريطه بنفس القدر من الأهتمام
ولكن بعد فترة حين أصبحنا في منتصف الطريق وأصبحت المستشفى اقرب من المنزل أصبحت السيارة ضعيفة جدا
القلق لم يفارق صديقي حتا ان حاول ان لا يبين ذلك
فتوقفنا في مكان مضيء وبه منازل متناثرة على الطرفين فالجبل
وكان حذرا ان لا يطفئ السيارة لأن هذه المرة لن نجد من يساعدنا
نزل الأصدقاء كلهم ليتفحصوا المحرك وما حوله على امل ان يتمكنو من اصلاح المشكله التي جعلت السيارة تمشي وكأن شيئا يشدها للخلف
ولم يتمكنوا من معرفة السبب الا انه خلل في كهرباء السيارة
وبعد فترة من الحيرة اقترح احدهم ان نطفئ انوار السيارة .... وعلى غرابة الأقتراح فعلنا ذلك
لأننا كنا في يأس غريب ولكن الأغرب ان السيارة أصبحت افضل بدون أضواء
غريب ولكننا لم نفكر فالسبب من فرحنا انها قد توصلنا لمكاننا
وقد تمكنا من الأتصال بلاقي الأصدقاء في المنزل و وصفنا لهم تقريبا اين نضن انفسنا
وان لم نتصل بهم بعد ساعة عليهم الخروج والبحث عنا
ولكن السيارة افضل الأن استأنفنا رحلتنا وتحركنا في اتجاه المستشفى ... ولكن السيارة بدون أي أضواء
و عندما تنزل السيارة في طرق الوادي لا يوجد أضواء هناك وكانت الأودية كثيرة
فأعطاني الصديق الرابع هاتفه وكان من النوع الضخم الذي لا يحتاج الشحن الا بعد فترة طويلة وقال لي اشعل الضوء الذي بالهاتف واخرج يدك من النافذة لتضيء الطريق
وكان في هاتفه كشاف قوي ... وهذا ما حدث
تركت قدمي وامسكت الهاتف من النافذه اضيء بعض الأمتار امام السيارة وكانت السيارة افضل حال ولكنها مازالت ضعيفة
كان الجو بردا وكانت يدي تألمني اكثر من قدمي من الرياح والبرد ... كنت ادخلها لفتره وجيزة واخرجها مرة أخرى
في تلك اللحظات كدت انسى قدمي والألم فيها
في طول هذه الرحلة لم نلتقي مع احد في الطريق الا شخص واحد وكنا متوقفين نحاول تجديد موقعنا في الخريطة
وقد اشرنا له بالتوقف ولكنه لم ينضر الينا ابدا ... لا الومه
وعندما حاولت اضاءة الطريق من الداخل انعكس الضوء علينا ولم نرى شيئا من الطريق فبقت يدي خارج النافذة
وكان الوقت بعد الفجر بقليل
وكلما نأتي لمفترق طرق نحاول البحث في الخريطة ونتحرك
حتى دخلنا لمدينة "يفرن"
في الحقيقة انبهرت بهذة المدينة كنت اسمع عنها ولكنني لم اتوقعها بهذا الجمال
كانت مدينة في وسط الجبل ... كانت الطريق والوديان التي مررنا بها لا تجعلك تتخيل انه يوجد مدينة كبيرة بعدها
و بوصولنا للمدينة واقترابنا للمستشفى بدأت الشمس تشرق
ولكن لا يوجد احد في الخارج ... لا اعلم ان كانوا يطبقون قوانين الحجر الصحي ام انها عطلة أيام العيد فلا احد يتحرك فالمدينة صباحا
و وصلنا للمستشفى أخيرا ....
نزل صديقي وترك السيارة تعمل
ودخل المستشفى التي وضح انها فاضية كذلك
تأخر قليلا ثم خرج محبطا ....
قال لي انه وجد احد الممرضين نائم و ايقضه من النوم وشرح له الموقف الذي نحن فيه
رد الممرض وبدون ان يراني حتا انني احتاج بأن يتم الكشف علي في قسم العظام الذي لازال لم يأتي اليه احد
وانه لا يوجد حل غير ان ننتظرهم يأتون ... وقد كانت صبيحة الجمعة عموما
كان الألم قد خف قليلا وللأمانة كنت وصلت لمرحلة اتحمل فيها الألم ولا اتعبهم اكثر من ذلك
وقررنا العوده للمنزل واتصلنا بصديقنا الذي فالمنزل وكان قد خرج للبحث عنا و بلغناه ان يعود للمنزل واننا في طريقنا له
وعندما كنا خارجين من المستشفى عائدين للمنزل تفقدنا الخريطة و وجدنا طريق اقرب للعودة
كنا يمكن ان نصل للمستشفى اسرع منه
ولكن لم يكن ليغير شيء وصولنا اسرع !
وعدنا على أساس اننا سوف نرجع مع التاسعة صباحا للمستشفى
ونحن في طريق العودة ولم نصل بعد اصبحنا نتذكر تلك الليلة ونضحك على ما حدث معنا
وعندما وصلنا كنا متعبين لدرجة لم نتمكن من نحكي ماحدث لنا ونمنا
الساعه الثامنة صباحا كنت أحاول النوم ونسيان الألم الذي خف كثيرا عن الليلة السابقة واستيقظ صديقي صاحب فكرة إطفاء الضوء العبقرية وقال لي انه يجب علينا العودة للمستشفى
فرفضت ذلك وقلت له ان كاحلي لا يؤلمني كثيرا الآن وانه يمكننا ان نأجل الذهاب بعد ان نستيقظ ان توجب الأمر ولم اشعر بتحسن
كان لصديقي شخص يعرفه في مدينة يفرن وكان قد بلغة بما حدث لنا ونحن في الطريق ولكن لم يخبرنا انه تواصل مع احد
ولذلك كان يبدو عليه الهدوء اعتقد
وذهب لرؤية صديقة صباحا
ونمت .....
أخيرا تمكنت من الاسترخاء وخف الألم كثيرا
وفي اليوم الثاني استيقظت ضهرا و يمكنني المشي على كاحلي على عكس الليلة السابقه فقد حملوني للسيارة على كتوفهم
اضن انه زيت الزيتون الذي قام بهذا السحر
او انه وجود الأصدقاء في الأوقات الصعبة قد يكون دواء اقوى من العقاقير والمسكنات
.......
إن كنت تنتظر نهاية مفاجئة فأنت لم تفهم اول سطر في القصة :)